أُحبُّكِ ..
في زَمانِ الخوفِ والغُربةْ
أُحبُّكِ رَغمَ أحزاني
ورَغمَ ظُروفِنا الصعبةْ
وإنْ أصبحتُ لا أهلٌ ولا أحبابْ ...
أراكِ الأهلَ والأحبابَ والصحبةْ
أُحبُّكِ ..
في زَمانِ الخوفِ إيمانًا
بأنَّ الحبَّ يُنقِذُني
مِنَ الطوفانْ
أنا نُوحٌ
وأنتِ سَفينةُ العِشقِ
سَتحمِلُني على الشطآنْ
ومادُمتُ ..
سأرحلُ بينَ عينيكِ
خُذيني يا مُنَى عيني
لأيِّ مَكانْ
وضُمِّيني إلى صَدرِكْ
لأنَّ الخوفَ مَزَّقَني
لأنَّ زمانَنا هذا
يُهينُ كَرامةَ الإنسانْ
أُحبكِ ..
في زَمانِ الخوفِ يا عُمري
ولا أدري لِماذا يا مُنَى قَلبي
إذا ما الخوفُ حاصَرَني
لِصَدرِكِ دائمًا أجري
أُحِسُّ بأُلفةٍ نَحوَكْ
فكيفَ أُلامُ في حُبِّكْ
وقلبي صارَ مِن شَوقي
كَبُركانٍ مِن الإحساس
أُحِسُّ بِغُربةٍ بيني
وبينَ الناسْ
أجيءُ إليكِ مُشتاقًا
بأشواقٍ تَفوقُ الوَصفْ
وفي عينيكِ أحرِقُ كلَّ أقنِعَتي
وآخِرَ مُفرداتِ الزيفْ
ولا يَبقَى سِوى حُبِّكْ
جميلاً ساطِعًا .. عُمري
كَشمسِ الصيفْ
فكيفَ أخافُ مِن شيءٍ
وأنتِ الأمنُ لو يأتي
زَمانُ الخوفْ
يا حُبًّا لم يُخْلَقْ بَعدْ
يا شَوْقًا كالمَوْجِ بِصدري
يا عِشْقًا يَجْتاحُ كِياني
يا أجمَلَ رَعْشاتِ اليَدْ
يا صُبحًا يُشْرِقُ في وجْهي
يا فَجْرَ الغَدْ
يا جُزُرًا تَمتدُّ بعَيني ،
وبُحورًا أغْرَقَها المَدْ
الحُبُّ كموْجٍ يُغرِقُني
والشَّوْقُ الجارفُ يَشتدْ
والعِشقُ يَجيءُ كتَيَّارٍ
يَجرِفُني مِنْ خلْفِ السَّدْ
يا أجملَ عِشقٍ
جرَّبْتُ ..
أنْ أعشَقَ حُبًّا لا يُوجَدْ
أنْ أعشَقَ حُلْمًا يَتَبَدَّدْ
أنْ يُصبِحَ حُبِّي نافِذَةً
أفتحُها ..
عُمري يَتجَدَّدْ
أنْ أَبقَى العُمْرَ على مَوعِدْ
مُنتظِرًا عَودَةَ أحبابي
مُنتظرًا شَمسًا لا تأتي
لِيَدُقَّ الضوءُ على بابي
يا حُبًّا لنْ يُخلَقَ أَبَدا
أشواقي نارٌ لا تَهْدَا
قدْ تَبقَى الأحلامُ بَعيدَةْ
قد يبقَى وَجهُكِ في نَظري
شَيئًا لا أُتْقِنُ تَحديدَهْ
أَحيانًا أجْمَعُهُ خَيْطًا
أغْزِلُهُ وَجْهًا من نُورْ
أحْيانًا ألقاكِ رَحيقًا ،
ألقاكِ عَبيرًا ،
وزُهُورْ
أحيانًا يُصبحُ شلاَّلاً ،
وبُحَيرةَ ضَوءْ
أحيانًا يُصبحُ لا شَيءْ
أحيانًا وَجْهُكِ يَتَحدَّدْ ..
يَكْبُرُ في عيني ،
يَتمدَّدْ ،
يَتجمَّعُ كالطَّيفِ قَليلاً
وأراهُ سرابًا يَتبدَّدْ
معَ أنِّي دَومًا أتَأكَّدْ
أنَّي لنْ أجِدَكْ ..
في يومٍ
لكنِّي أحلُمُ باللُّقيا
فأرانا الآنَ على موعِدْ
وسأبقى العمرَ ..
على موعِدْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق